أروقة ومدراس المسجد الاقصى

الرواق الشرقي

تهدم مع الزمن والزلازل، ولم يبق منه إلا بقايا اكتشفت قرب بوابات المصلى المرواني العملاقة ويبدو ان هذا الرواق يعود إلى العصر الأموي، ذلك أنه يمتد من بوابات المرواني العملاقة، ويتصل بباب الرحمة من خلال مدخل جنوبي للباب. يصف ناصر خسرو ٤٣٨هـ / ١٠٤٧م جزءاً من الرواق الشرقي بقوله: "وعند الحائط الشرقي وسط الجامع رواق عظيم الزخرف من الحجر المصقول حتى تظن أنه نحت من قطعة واحدة، إرتفاعه خمسون ذراعاً وعرضه ثلاثون عليه نقوش ونقر، وله بابان جميلان يفصلهما أكثر من قدم واحدة وعليهما زخارف كثيرة من الحديد والنحاس الدمشقي". كما يقول ابن فضل الله العمري ( ٧٤٦هـ/ ١٣٤٥م ) : " ومنتهى السور الشرقي رواق طوله من القبلة للشمال ، ستةَ عَشَرَ ذراعاً ونصف ، ومن الشرق للغرب سبعة أذرع وثلث، ويعقبه في أول السور الشمالي باب الأسباط"
الرّواق الشمالي

تم تجديد الرواق عبر فترات مختلفة فالقسم الممتد من باب الأسباط حتى باب حطة، يعود إلى زمن السلطان الأشرف شعبان ٧٦٨هـ / ١٣٦٧م. وذلك حسب النقش الموجود أسفل مئذنة باب الاسباط. أما الأروقة الممتدة من باب حطة حتى باب شرف الأنبياء فتعود إلى الملك الأوحد نجم الدين يوسف بن الملك الناصر داود في سنة ٦٩٦ هـ / ١٢٩٧م حيث عمرها مع تربته حسب قول المؤرخ مجير الدين. ثم جدد هذا الجزء من الرواق زمن الملك المعظم عيسى الأيوبي في عام ٦١٠هـ / ١٢١٣م حسب نقش غرب باب شرف الأنبياء وتوجد على أحد الدعامات شرق باب شرف الأنبياء لوحة نقش تذكر أبعاد المسجد الأقصى (ذكرها الرحالة ناصر خسرو أثناء زيارته للمسجد عام) ٤٣٨ هـ / ١٠٤٧ م، استعملت الأروقة المجاورة لمئذنة باب الأسباط، كورش لإعمار قبة الصخرة في ستينات القرن الماضي ثم تم إغلاق واجهة هذا الرواق في سبعينات وثمانينيات القرن العشرين حيث حولت الأروقة الى صفوف مدرستين للبنين هما الأقصى الشرعية الثانوية والأقصى الأساسية.
الرّواق الغربي

يمتد الرواق من باب الغوانمة حتى باب المغاربة وهو أطول الأروقة. ذکر ناصر خسرو (٤٣٨هـ / ١٠٤٧م) إن الرواق الغربي كان رواقين مزدوجين وله واجهة مزخرفة بالمينا والفسيفساء نقش عليها اسم حاكم مصر. وقد أعيد بناؤه في الفترة المملوكية بأمر من السلطان محمد بن قلاوون.
المدرسة الغادرية ( الفترة المملوكية)

تقع بين مئذنة باب الأسباط ومطهرة باب حطة، أنشأتها مصر خاتون زوجة الأمير ناصر الدين بن دلغادر في زمن السلطان المملوكي برسباي عام ٨٣٦هـ ١٤٣٢م. خدمت المدرسة الأتراك القاطنين بالقدس، وقد صُرف عليها من عائدات خان الغادرية في سوق القطانين. وقد تهدم سقف المدرسة مع الزمن، ولم تسمح سلطات الاحتلال بإعادة بنائها.
المدرسة الكريمية ( الفترة المملوكية)

تقع علي يمين الخارج من باب حطة، أنشأها الصاحب كريم الدين بن المعلم هبة الله في ۷۱۸ هـ / ۱۳۱۸م، في عهد السلطان محمد بن قلاوون، والصاحب لقبٌ أطلق على الوزراء في العصر المملوكي. إستلم كريم الدين الكثير من الوظائف الرسمية رغم كونه قبطياً، ثم أسلم وبني الكثير من الجوامع والمدارس في بلاد الشام ومصر. تحول جزء من المدرسة إلى مطهرة، وهو الجزء الأرضي المطل على ساحات المسجد، في القرن العشرين. أما الطابق العلوي فتحول الى دار سكن لعائلات مقدسية.
المدرسة الباسطية/الخانقة ( الفترة المملوكية)

تقع فوق الرواق الشمالي إلى الغرب من باب حطة، كان مدخلها الأصلي عبر درج من داخل المسجد الأقصى. (تهدم الدرج وأغلق الباب). يذكر مجير الدين الحنبلي ان قاضي الشافعية وشيخ المدرسة الصلاحية شمس الدين الهروي بدأ عمارة المدرسة ولكن توفي قبل إكمال العمارة عام ٨٢٩هـ / ١٤٢٦م. لذا، باشر زين الدين عبد الباسط عمارة المدرسة ٨٣٤هـ / ١٤٣١م، حيثُ دُعيت باسمه، ويذكر أن قرية صور باهر (جنوب مدينة القدس)، كانت من أوقاف المدرسة حيث كانت تنقل محاصيل القمح من القرية للإنفاق على الطلاب والمدرسين. (كانت المدرسة تؤوي عشرة من الأطفال الأيتام بشكل دائم). المدرسة تحولت الى سكن العائلات مقدسية.
المدرسة الأمينية/الزاوية ( الفترة المملوكية)

تتكون المدرسة من طابقين الطابق العلوي فوق طريق باب شرف الأنبياء، حيث يقوم إيوان المدرسة الجميل، ذو الثلاث النوافذ الكبيرة فوق الباب مباشرة ومنه إطلالة رائعة على قبة الصخرة. أما الطابق الأرضي فهو بمستوى الرواق الشمالي، وفيه قبر ضياء الدين الهكّاري، من أمراء صلاح الدين الأيوبي، إضافة إلى قبور الذين تولوا مشيخة المدرسة من نسله. (عائلة الإمام المقدسية) أنشأ المدرسة الصاحب أمين الدين عبد الله عام ٧٣٠هـ / ١٣٢٩م. وكان قبطيا فأسلم. تولى مناصب مهمة في عهد السلطان المملوكي، محمد بن قلاوون، منها وزير الدولة وناظرها. والمدرسة اليوم دار للسكن.
المدرسة الفارسية ( الفترة المملوكية)

تقع إلى الغرب من باب شرف الأنبياء، وتحدها المدرسة الأمينية من الشرق، والملكية من الغرب، ويُلاحظ أن واجهة المدرسة بسيطة البناء تخلو من الزخارف والزينة، منشئها هو فارس الدين البكي ابن أخ الأمير الحاج آل ملك (منشئ المدرسة الملكية).حيث أوقف حصّةً من أراضي طولكرم للإنفاق على المدرسة عام ٧٥٥ هـ / ١٣٥٤ م اشتهر عدد من أبناء عائلة الديري ( الخالدي ) بالتدريس فيها ، وقد تحولت الى دار للسكن.
مدرسة اَل ملك ( الفترة المملوكية)

تقع بين المدرسة الفارسية شرقاً والمدرسة الأسعردية غربا، أنشأها الحاج الأمير ملك الجوكندار (والذي كان مسؤولاً عن لعبة الكرة والعصا - الجوكي للسلطان محمد بن قلاوون). وذلك سنة ٧٤١هـ / ١٣٤٠ م. بنيت الواجهة بأسلوب الأبلق (تداخل الحجارة الحمراء والبيضاء) اضافة الى وجود المقرنصات والدوائر الحجرية البديعة. وهناك نقش على واجهة المدرسة يؤرخ لبنائها فوق الرواق الشمالي وعلى جانبي النقش يوجد شعار (رنك) الجو كندار محفور في الرخام وهو عصاً معقوفة تستخدم لضرب الكرة يوجد في المدرسة ضريح زوجة الجوكندار وهي اليوم دار للسكن.
المدرسة الأسعردية ( الفترة المملوكية)

يحدها من الشرق المدرسة الملكية، ومن الغرب التلة الصخرية (التي تقع فوقها المدرسة العمرية)، أنشأ المدرسة الخواجا (الخواجا: تعني تاجر ثري باللغة الفارسية). مجد الدين عبد الغني الأسعردي (نسبة الى سعرد وهي بلدة في تركيا). تاريخ وقف المدرسة عند القاضي مجير الدين هو ٧٧٠هـ - ١٣٦٨م. تمتاز المدرسة بجمال زخارفها الداخلية والخارجية وحجارتها الملونة، وفي واجهتها القبلية محراب بارز خارج الجدار. كانت المدرسة تضم غرفاً للصوفية لذا دعيت باسم خانقاه. أُنشئت فيها دار كتب المسجد الأقصى بعد ترميمها عام ١٣٤٥ هـ / ١٩٢٧م وهي اليوم دار للسكن.
المدرسة العُمرية ( الجاولية )

فوق التلة الصخرية المرتفعة شمال المسجد، بين الرواق الشمالي ومئذنة الغوانمة. بنيت قلعةً أيام الرومان ( الانطونيا ) وفي العهد الإسلامي أنشئت العديد من المدارس مثل المدرسة الجاولية والصبيبية والمحدثية ثم تحول الموقع الى دار لنائب ولاية القدس المملوكي ، وفي العهد العثماني صارت مقراً لسرايا الباشا العثماني، بسبب موقعها الاستراتيجي المطل ( وقد عرفت مئذنة الغوانمة ايضا بمئذنة السرايا) ثم أصبحت في القرن العشرين مقرا لكلية الروضة الحديثة، ثم إحتلها الجيش البريطاني لموقعها الإستراتيجي وفي العهد الأردني تحوّلت إلى المدرسة العمرية ولا زالت.
المدرسة المنجكية ( الفترة المملوكية )

تقع إلى الشمال من باب الناظر فوق الرواق الغربي، سميت نسبة إلى الأمير سيف الدين منجك نائب الشام الذي بناها عام ٧٦٣ هـ - ١٣٦١ م في أيام السلطان المملوكي حسن بن محمد بن قلاوون. تتكون المدرسة من طابقين، في طابقها الأسفل يوجد إيوان كبير، فيه شباكان كبيران يطلان على المسجد. حجارة الشباكين حمراء وبيضاء وتعلو البناء قبة على رقبة مسدّسة في كل ضلع منها شباكان. نُقل إليها في عهد الإنتداب البريطاني مقر دائرة الأوقاف الإسلامية (وما زالت حتى يومنا هذا). حيث وسع مقرّ الأوقاف بإضافة المدرسة الحسنية المجاورة إلى مسطحها. درّس في هذه المدرسة العشرات من القضاة والشيوخ نذكر منهم : (في الفترة المملوكية) قاضي القضاة شمس الدين محمد بن جمال الدين الخالدي الحنفي، درّس في المدرستين المنجكية والمعظمية، توفي في القدس عام ٨٢٧هـ / ١٤٢٣ م. (وفي الفترة العثمانية) : تولّى مولانا كمال الدين مشيخة المدرسة ونظارتها.
المدرسة الخاتونية ( الفترة المملوكية )

تقع هذه المدرسة جنوب باب الحديد وبجوار المدرسة الارغونية. وهي عدّة غرف ملاصقة للسور الغربي للمسجد، أوقفتها أُغل خاتون القازانية البغدادية في ٧٥٥ هـ- ١٣٥٤م وأوقفت عليها مزرعة ظهر الجمل، ويبدو أن عمارتها لم تكتمل، فأكملت عمارتها وأوقفت عليها أصفهان شاه بنت الأمير قازان شاه سنة ٧٨٢ هـ - ١٣٨٠ م .وقد عين القاضي حسام الدين الحنفي في العام ٩٧١ هـ ١٥٦٣م الشيخ زين الدين محمود شهاب الدين أحمد الديري، قارئاً ومدرساً فيها. تنقسم المدرسة اليوم إلى قسمين: أحدهما دار للسكن، والقسم الآخر مدفن، دفن به عام ١٣٤٩هـ / ١٩٣٠م الأمير محمد بن علي الهندي رئيس مؤتمر الخلافة في الهند ويبين ذلك نقش على بلاطة فوق الشباك المطل على المسجد. كما كتب على شكل دوائر على الشباك: خادم الحرمين وحارس الأقصى والبراق ومن المعروف أن محمد علي الهندي قد قدم الكثير للمسجد الأقصى المبارك من الدعم المالي والسياسي. وسافر إلى لندن من أجل الدفاع عن حائط البراق، وتوفي هناك. وقد استأذن المفتي أمين الحسيني من شوكت علي أن يدفن أخوه (محمد الهندي) قرب المسجد الأقصى الذي ناضل من أجله. كما دفن أيضاً في الغرفة نفسها كاظم الحسيني رئيس اللجنة التنفيذية العربية ت ١٣٥١ هـ / ١٩٣٣م، والشهيد المجاهد عبد القادر الحسيني الذي استشهاد في القسطل ١٣٧٦ هـ / ١٩٤٨م وكذلك ابنه فيصل عبدالقادر الحسيني- مسؤول ملف القدس ت ١٤٢٢هـ / ٢٠٠١م كما يوجد ضريح الأحمد حلمي عبد الباقي ت ١٣٨٣ هـ / ١٩٦٣م رئيس حكومة عموم فلسطين ١٣٧٦ هـ/ ١٩٤٨م وضريح آخر لعبد الحميد شومان ت ١٣٩٤هـ / ١٩٧٤م مؤسس البنك العربي و ضريح آخر للشريف عبد الحميد بن عون ت ١٣٨٣ هـ / ١٩٦٣م . ملاحظة: المدافن تقع خارج حدود المسجد لعدم جواز الدفن داخل المساجد
المدرسة الأرغونيّة ( الفترة المملوكية )

مدخلها خارج باب الحديد إلى جانب المدرسة الخاتونية، أنشأها الأمير أرغون الكاملي قبل سنة ٧٥٨ هـ - ١٣٥٧م، حيث كان حاكم الشام، في عهد الملك الكامل شعبان. وفي أواخر سنيّ حياته قدم أرغون إلى القدس واستقر بها، ودفن في مدرسته عام ٧٥٨هـ / ١٣٥٧ م. استخدمت في الفترة العثمانية كنزل النواب القدس فنزل فيها حاكم القدس خضر بيك عام ٨٩٧هـ / ١٤٩٢ م. تحول قسم من هذه المدرسة إلى دار للسكن، والقسم الآخر دفن به الشريف حسين بن علي الذي تزعم الثورة الى جانب الانجليز ضد العثمانيين سنة ١٣٣٤ هـ ١٩١٥م، وقد منعه الانجليز من العودة إلى بلاد الحجاز بعد أن ناصروا ابن سعود ضد ابنه الأمير علي، وقاموا بنفيه إلى جزيرة قبرص، إلا أنه مرض وأعيد الى عمان بعد أقل من سنة، وتوفي في عمان في ١٣٥٠ هـ/ ١٩٣١م وكانت وصيته أن يدفن في القدس. كتب في وصيته لأبنائه بعدم التعامل مع الانجليز لأنهم لا أمان لهم.
المدرسة العثمانية ( الفترة المملوكية )

تقع هذه المدرسة فوق باب المطهرة، يحدها من الشمال باب القطانين، ومن الجنوب المدرسة الأشرفية والمدرسة مكونة من طابقين العلوي يشغل حيزاً فوق الرواق الغربي، وفي وسطه إيوان يطل على المسجد، وشباك المدرسة مكون من قوسين ودوائر مزخرفة من الحجارة الحمراء والبيضاء اما الطابق السفلي فكان مسجداً لهذه المدرسة. استولت عليه سلطات الاحتلال الاسرائيلي واغلقوا شباكه المطل على رحاب المسجد الأقصى المبارك وأصبح جزءاً من سقف النفق الغربي. واقفة هذه المدرسة هي أصفهان شاه خاتون بنت محمود العثمانية في سنة (٨٤٠ هـ - ١٤٣٦ م ) في عهد السلطان الأشرف برسباي . جاء في سجل الأوقاف أن من مدرسيها عام (٩٩٠) هـ - ١٥٨٢ م) شيخ الإسلام سراج الدين عمر اللطف مفتي الديار المقدسية والشيخ طه بن العلامة شهاب الدين أحمد بن جماعة مفتي الحنفية. وقد أُستعملت في العصر الحديث كدار للقضاء الشرعي قبل أن يتم نقلها إلى القبة النحوية. وقد تحولت المدرسة إلى دار للسكن.
المدرسة الأشرفية ( الفترة المملوكية )

تدعى أيضا المدرسة السلطانية وتعتبر من أجمل المدارس وأهمها في المسجد الأقصى وصفها مجير الدين الحنبلي بأدق التفاصيل في "الانس الجليل" حيث اعتبرها الجوهرة الثالثة في المسجد الاقصى بعد قبة الصخرة والقبلي. تقع المدرسة بين باب السكينة جنوبا والأروقة الواقعة تحت المدرسة العثمانية شمالا، ومساحتها تتجاوز الرواق شرقاً داخلة في ساحات المسجد، على عكس المدارس الأخرى الموجودة على حدود الأروقة. استغرق بناء المدرسة اثني عشر عاماً، حيث بدأ البناء الأمير حسن الظاهري عام (٨٧٥هـ / ١٤٧٠م) باسم الملك الظاهر خوشقدم، ولما توفي الملك الظاهر وتولى الحكم الأشرف قايتباي أهديت له المدرسة وإبّان زيارته للقدس لم يعجبه بناء المدرسة فأمر بهدمها وبنائها من جديد فتم بناؤها في أيلول ٨٨٧هـ / ١٤٨٢م كما يروي لنا المؤرخ مجير الدين، وكما نُقش على جانب باب المدرسة في العصر العثماني زارها الرحالة عبد الغني النابلسي سنة ١١٠٥ هـ / ١٦٨٩م حيث قال فيها رأينا باباً عظيما مصنوعا من الأحجار المنحوتة الملونة المحفورة وعليه رواق المدرسة مبني بالأعمدة الرخام، والأحجار الكبار العظام، والعقد المقبّى العالي (أي القوس) . . حين صعدنا نحو خمسين درجة على درج ملفوف مشترك مع درج المنارة (أي المأذنة).. فعبرنا إلى مكان واسع الفضاء مزخرف تتكون المدرسة من طابقين الطابق السفلي يقابل ثلاث قناطر من الرواق في قبلك محراب طويل جميل كان مصلى للحنابلة. وتوجد فيه عدة أضرحة أحده المفتي الشافعية ومتولي الحرمين الشيخ محمد الخليلي ت (هـ١١٤٧/ ١٧٣٤م). ويشغل هذا الطابق اليوم قسم ترميم المخطوطات التابع للأوقاف الاسلامية. والطابق العلوي وهو الأجمل بحجارته الملونة ونقوشه وزخارفه المتعددة، فقد كان يتكون حسب وصف مجير الدين من أربعة أواوين متقابلة القبلي منها هو الأكبر بصدره محراب، وقد تهدم سقف الطابق الثاني (بعد عام ١١٠٥ هـ / ١٦٨٩م) ولم يبق سوى بعض الجدران المزخرفة التي تشير إلى جمال بناء المدرسة .
المدرسة التنكزية ( الفترة المملوكية )

تشغل هذه المدرسة سطح ستة قناطر في الرواق الغربي إلى الجنوب من باب السلسلة وتظل نوافذها الغربية على الرواق الغربي للمسجدالأقصى، وهي من المدارس الجميلة، بنى وأوقف هذه المدرسة الأمير تنكز الناصري في ٧٢٩ هـ ۱۳۲۸م . كانت المدرسة تشغل الطابق الأول الأرضي بينما كان الطابق الثاني سكناً للطلاب وللمتصوّفة (خانقاه). حُولت المدرسة إلى ديوان للقضاة واستمرت كمحكمة شرعية إبان الفترة العثمانية وفي زمن الانتداب البريطاني سكنها الحاج أمين الحسيني رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في فلسطين، ليشرف على ساحة البراق ومراقبة انتهاكات اليهود، خاصة بعد أحداث ثورة البراق عام ١٣٤٨ هـ / ١٩٢٩م. تضررت المدرسة جراء زلزال ١٣٤٥هـ / ۱۹۲۷م. لذا، قام المجلس الإسلامي الأعلى بإعادة ترميم المدرسة وتدعيم السواري التي تحملها فى الفترة الأردنية عاد المبنى مدرسة شرعية إلى أن قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي عام ١٣٨٩ هـ / ١٩٦٩م بمصادرتها وحولتها إلى مركز لقوات حرس الحدود الإسرائيلية كما قامت شرطة الاحتلال بنصب كاميرات مراقبة فوق المدرسة لمراقبة المسلمين داخل المسجد